إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
أسماء الله وصفاته
31457 مشاهدة print word pdf
line-top
بدعة الروافض


كذلك حدثت بعدهم بدعة الروافض الذين كان نشأتهم في العراق أولهم عبد الله بن سبأ والذي يقال له: ابن السوداء فهو الذي كان يهوديا، ثم إنه دخل في الإسلام تسترا ونفاقا، ولما رأى في الكوفة كثيرا من الذين يحبون عليا قال لهم: إن عليا إله؛ فاسجدوا له واعبدوه؛ فإنه إله يتصرف في الكون، فأطاعوه وانتحلوا هذه العقيدة؛ فلما رأى ذلك منهم علي رضي الله عنه أحرقهم كما اشتهرت القصة بذلك.
ثم حدث بعد ذلك فيهم الرفض الذي هو تكفير الصحابة رضي الله عنهم، والذي هو الطعن في القرآن، واتهام الصحابة بأنهم أخلوا به وأنهم كتموا منه أكثر من ثلثيه، وكذلك حدث منهم أيضا الغلو الذي هو عبادة علي وعبادة أئمتهم الذين يدعون أن الإمامة والولاية لهم، فجمعوا بين هذه المنكرات يعني متأخروهم، ثم إنهم أيضا انتحلوا بدعة المعتزلة في إنكار الصفات. فالموجودون الآن في داخل المملكة وأكثر من الموجودين بخارجها لا يقرون بالصفات؛ بل يجعلون القرآن مخلوقا وينفون أن يكون الله تعالى متكلما كما يشاء، وينفون أيضا صفة النزول والاستواء والعلو والرؤية وما أشبه ذلك، فجمعوا بين كونهم رافضة يعني: في بعض ما يتعلق بالصحابة وبين كونهم معطلة معتزلة، كما يصرحون بذلك في كتبهم وقد ناقشهم شيخ الإسلام ابن تيمية فقد جعل الرافضي الذي يتسمى بابن المطهر والذي ألف كتابا سماه منهاج الكرامة في إثبات الإمامة ورد عليه شيخ الإسلام في كتابه منهاج السنة النبوية، فإنه في المجلدين الأولين بحث مسألة الأسماء والصفات؛ مناقشة لهذا الرافضي الذي أنكر أسماء الله تعالى ودلالتها على صفات؛ متابعة للمعتزلة فأصبحوا معتزلة رافضة أي: جمعوا بين هذين الذنبين .

line-bottom